والتقينا

و التقينــا
واتقينا في أول آذار
التقينا نشكو...
نتألم لوعة وحسرة
فخرجت دمعتين من المدار
سقطت دموعي الكئيبة
بيضاء بلونها..
سوداء بمضمونها..
الحياة فترة صمت
وفترة ضجيج
عنوانها مخضّب بدماء الأبرياء
كأسها فارغ..
أفرغته الأفواه العطشى
أقدام المارّة تودع شوارع المدينة
عيون جائعة..قلوب حزينة
مأساة في كل بيت..
المجتمع عيون تراقب الآخرين
تراقب الناس وتنسى نفسها
ترى القشة ولا ترى الخشبة
قدمت عينيّ قرابين
أشعلت شمعة أنين
انتظرت كثيراً ..ولكن
تأخر القطار عن الوصول
وألسنة المجتمع تبدأ من غير بداية
تكتب بدون عنوان
البحر زرته مرّة..فبقي كما هو
برزازه..بزبدته البضاء
تغيّرت أماكن الرمال
ولن يتغير لونها ومنشئها
في الحي خطيئة..
من أين أتت ..وكيف بدأت
لسـت أدري
الحياة تدور ومضمونها ثابت
تغيرت الأسماء ..وتبدلت المعالم
والمضمون لا يتغير
المآسي تتكرر..والأخطاء لا تزال
من غير تصحيح
والجريمة والخطأ..
إنه الحب ..
الحب أفيون العالم
تناقض عجيب ..تصارع باق
كم تسابقت كلمة لماذا
كثيرون يريدون الحب
وكثيرون ضد فكرة حريته
أبي كان يقول
الحياة يا ولدي
العفة يا ولدي
كنت أفهم حينها العفة
بأن لاأحب
من يستطيع أن يضع حد للفوضى
من يستطيع أن يتطوع لذلك
ليكون قرباناً لكلمة
لا أحد ..لا أحد
إنها الحياة
إنه مجتمع الأزمنة المتصارعة
مجتمع الملكية والأنانية
الملك للأقوى
الحق أخذته عاصفة اسمها المادة
المادة ..عنوان الأسطورة المالية
المادة ..دود ينخر رؤوس
المجتمع التافه.