وقلتُ ناعياً الشعرَ الذي ما استطاع مواجهة المال ، ذامّاً الفقر ـ الذي يلازمهُ في الغالب ـ وهما النعمتان اللتان لم يشأ الله ، سبحانه ، أن يجمعهما على عبد أبداً :
الشعر والفقر
أحرقتِ بالصَدِّ الفـــــــــــــــؤادَ حبيبتي
فَلَكِ الهنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءُ وللفؤادِ عَزاءُ
ولقد عَلِمْتُ بأنَّ حُبَّـــــكِ قـــــــــــاتلي
وبأنَّ دائي ليس منْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهُ شِفاءُ
وحَرَصْتُ ألاّ أحتـسي كأسَ الهـــــوى
ما الحِرصُ ينفــــــــــــــــــــــعُ إنْ رماكَ قَضاءُ ؟
فكم احْتَسى السُمَّ الزُعافَ وما دَرَى
أنَّ الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــلاوةَ قِشرةٌ وطلاءُ
لكنّني أدركتُ أنّي هـــــــــــــــــالكٌ
ومضيتُ حيثُ الغايةُ الجَوْفـــــــــــــــــــــــــــاءُ
ربّاهُ أَنتَ رَمَيْتَني في حُبِّهـــــــــــا
إذْ ليس يَنْفَــــــــــــــــــــــــــــعُ في الغَرام دَواءُ
فأفِضْ عيوني بالدمــــــــــوع غزيرةً
فلربّمــــــــــــــــــــــــــــــــــــا نَفَعَ الفؤادَ بُكاءُ
للهِ دَرُّكِ يا ـ سعادُ ـ فمَــــــــــــا الذي
يُجدي القريضُ ومن هُــــــــــــــــــــمُ الشعراءُ
فاليوم يـــــــــــــــومُ ذوي الملايين التي
ترنو إليها الغــــــــــــــــــــــــــــــادةُ الحسناءُ
أحسنتِ إذْ نبَّهتني يا حــــــــــــــــــلوتي
فالشعرُ والفقرُ الكريـــــــــــــــــــــــــهُ سواءُ
لكن رعاكِ اللهُ لو لم تَسْقِـــــــــــــــــهِ
كأسَ الهوى مـــــــــــــــــــــــا كانتِ البَلْواءُ