إلى نقطة البداية أيها الزوجين
منذ عقد قرانكما وسير الأيام بكما ، مررتما بمواقف كثيرة ، وأظهرت لكما الأيام بما فيها ، أشياء يحبها شريكك وأشياء لا يحبها ، مثل ، عطر معين ، أو لون لباس معين ، أو مكان معين ، أو حتى طعام معين .
فأنت وأنتِ : تستطيع أن تفرح قلب صاحبك ، دون مشقة أو كلفة ، اختر وقت مناسباً ، وقدم له ذلك الشيء الذي تعرف أنه يحبه ويهواه ، أو خذه إلى ذلك المكان الذي بدأتم منه رحلة الحياة الزوجية ، فكأنكما رجعتما إلى نقطة البداية حيث القلوب صافية والنفوس متاحبّة .
ستجد دون شك ، شكراً عميقاً ، وتقديراً كبيراً لهذا الفعل الذي لا يكلفك شيئا ، ويعود بثمرة طيبة مباركة تتئالف بسببها القلوب وجميع المشاكل بعدها تنجلي وتذوب .
بمبلغ زهيد قد لا يكلفك شيئا ، تشتري ذلك الشيء الذي تعرف أن صاحبك يحبه وتقدمه له بكل حب ومودة ، فتعطيه إياها بيمينك ، ويعطيك قلبه بشماله .
وكما جاء في الأثر (تهادوا تحابوا )
أخــيراً تذكر وتذكري: أن الحياة الهانئة السعيدة والبيت الهادئ المطمئن ، لا يكون إلا بتتبع طريقة محمد صلى الله عيه وسلم في كل شأن من شؤون الحياة
تنمية الحب والعاطفة لكن في المطبخ
جميل جداً منك أخي الحبيب لما ترى زوجتك منشغلة في المطبخ وتغسل الأواني
أن تقوم بهدوء وتدخل لمطبخ زوجتك وتستأذن منها في مساعدتها في التنظيف ولو رفضت وحتماً ستفعل.
لكن أرِها إصرارك وجديتك في المشاركة
ولو كنت لا تجيد هذا وستترك الصحون خلفك ليست بتلك النظافة.
واعلم أن زوجتك لن تغضب من هذا الفعل
بل حتى لو تكسرت أواني المطبخ بسبب عدم تخصصك؛ لأن ما وصلت إليه أعظم من أواني نظيفة ومرتبة،
إنك دخلت في أعماق عاطفتها فشعرت بك أنك تشعر بها وتقدر لها فعلها.
فغسلك للصحون ليس مقصوداً لذاته
بل غسلك وترتيبك لقلب زوجتك هو المقصود الأعظم والمراد الأجمل.
إن التعاون بين الزوجين يضفي على الحياة الزوجية جمالاً برّاقاً
ويزيد من أواصر الحب والمودة ويقوي الرباط بينهما، ويصفي القلوب بعضها على بعض.
ولا تنسى أن حبيبك ورسولك صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح وغيره - رغم ما يحمله من هموم عظام ومسؤولياتٍ جسام كان في بيته يخيط ثوبه ويخصف نعله ويرقع دلوه ويحلب شاته.
وهذا من عظيم تواضعه وكريم خلقه وتمام رجولته صلى الله عليه وسلم
فلا تشغلك الدنيا وأشغالها التي لن تنتهي عن أهلك وأقرب الناس إليك.