أثبتت الأبحاث الأمريكية أن الهوس بالنظافة والإفراط فى استخدام الصابون المضاد للبكتيريا «قد يزيد من خطر الإصابة بالحساسية خصيصا بين الأطفال». ويعتقد العلماء أن الهاجس بشأن النظافة، أو بأسلوب حياة مفرط فى التعقيم، بشكل يعزلنا عن معظم مصادر الجراثيم المسببة للأمراض، جعلت من أجهزتنا المناعية شديدة الحساسية لأى اعتداءات خارجية بجميع أنواعها، سواء الضارة منها أو المفيدة. ونظرا لتنشئة الأجيال الشابة فى أجواء معقمة ونظيفة نسبيا، يجادل الباحثون بأن جهازهم المناعى لم يواجه تحديات كافية للرد على هجمات البكتيريا والفيروسات، ما يؤدى بها إلى ردة فعل مبالغة بالخطأ.وقام العلماء الأمريكان بتحليل بيانات مسح حكومى واسع النطاق يعرف باسم «مسح الصحة الوطنية وفحص التغذية»، بين عامى 2003 و2006. وتضمنت قاعدة البيانات قياسات، «التريكلوسان»، وهى مادة تدخل فى تصنيع الصابون المضاد للبكتيريا. وأظهرت النتائج أن الذين ارتفعت معدلات فى التريكلوسان فى بولهم، تزايدت بينهم احتمالات الإصابة بالحساسية.يذكر أن دراسة أيرلندية نفذت فى مطلع العام وجدت أن استخدام مضادات الجراثيم ومواد التعقيم بكثرة، قد يؤدى إلى تطور جراثيم لديها مقاومة لأنواع المضادات الحيوية. ويعتبر خبراء الصحة أن المقاومة لأنواع المضادات الحيوية، قضية مهمة جدا، فالإفراط فى تعاطى تلك المضادات يطور مقاومة ضد فاعليتها، والإفراط أيضا فى استخدام مضادات الجراثيم يعطى نفس النتيجة.كما وجد الباحثون أن تلك البكتيريا أصبحت مقاومة لعدد كبير من المضادات الحيوية بنحو 256 مرة أكثر من غيرها، رغم أن تلك الجراثيم لم تتعرض لتلك المضادات بالمرة.