شارك على facebook
ما هذا السر العجيب الذي أنفقت
عليه مليارات الدولارات وما زالت تتدفق بميزانيات مشتركة ما بين دول العالم
المتحضر.. وأنهمكت المئات من أفضل مراكز الأبحاث من حول العالم متضمنة
أفضل العقول في سباق محموم لبحث وتطوير تطبيقات للعمل عليه.. وما هي أهميته
الإقتصادية والتطبيقية في حياتنا.. الإجابة في غاية البساطة والتعقيد معا.
تخيل للحظة أننا أخذنا أنحف ورقة في العالم (بعرض ذرة واحدة فقط) ووضعنا
عليها قلما مدببا وحادا ومن ثم وضعنا فوق القلم فيلا بالغا لنحاول أن نثقب
هذه الورقة .. فلن ننجح
https://youtu.be/8feVipI4wUM
!!.
إنه الجرافين.. المادة الأكثر شفافية والأقسى والأنحف والأخف والأكثر
توصيلا للكهرباء في العالم. في شرح مبسط للجرافين شاهد المقطع التالي في
إنتاج مشترك بين معهد أبحاث الجرافين الأوروبي وجامعة كامبريدج.. (مترجم
للعربية من قبل فريق المجلة).
ما يجدر الإشارة به هنا أن عملاق صناعة الهواتف الفنلندي نوكيا أعلن قبل
ثلاثة أيام أنه من الشركات التي تلقت منحة من الإتحاد الأوروبي بقيمة 1.35
مليار دولار لبحث تطوير إستخدامات الجرافين وذلك ضمن المنح العديدة التي
صرفها الإتحاد الأوروبي في مجال التطوير العلمي ذو العوائد الإقتصادية
الواعدة في نظرة مشتركة فيما بينهم.
ما هي فوائد وعوائد هذا الإنفاق المخيف على أبحاث الجرافين؟
الغرافيت والمستخدم في صناعة الجرافين هو معدن متوافر طبيعياً بكثرة وهو
أحد أشكال الكربون المتآصلة وإستخدام الجرافين يحول الجرافين من معدن عديم
القيمة تقريبا إلى ذهب ومعدن ذو تطبيقات كثيرة في عالمنا.. فالجرافين أقسى
مادة في العالم وقساوته أكبر من الألماس وأقوى أكثر بـ 300 مرة من الفولاذ
بالإضافة أن الجرافين موصل ممتاز للكهرباء أفضل بكثير من النحاس بالإضافة
إلى الميزات الكثيرة المذكورة في الفيديو أعلاه.. بالإضافة إلى أن الحاجة
إلى الحديد والفولاذ والنحاس والألماس والذهب في الصناعة قد تصبح معدومة
إذا حلت محلها تطبيقات الجرافين!!.
إذا تحويل الغرافيت إلى جرافين هو أكثر بكثير من مجرد بحث.. إنه كنز وطني وطريقة لتحويل التراب إلى ذهب..
كلمة أخيرة..
في ظل الأزمات الإقتصادية التي تعصف بالدول الغربية, لماذا لا تحول
الدول العربية جزءا من الناتج القومي الإجمالي بها إلى دعم مراكز البحوث
العلمية العالمية كما تفعل دول العالم الأول مقابل جزء من حقوق إستثمار
براءات الإختراع إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الحقائق التالية..
- إجمالي الناتج القومي العربي 2.34 تريليون دولار سنويا (عام 2010) لو
صرف فقط نصف بالمئة منها لدعم البحوث فهذه 11.7 مليار دولار سنويا.
- يمكن لشركة واحدة أن تؤثر على إقتصاد بلد بأكمله فمثلا تمثل ضرائب شركة
نوكيا 20 بالمئة من الإقتصاد والدخل القومي الفنلندي وشركة هون هاي تشكل
20 بالمئة من الدخل القومي التايواني وضرائب شركة شاينا موبايل 34 بالمئة
من إقتصاد هونج كونج والكثير من الأمثلة.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر يجب أن أذكر هنا أنه قد دعمت المملكة العربية
السعودية عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عام 2008 مسبار
الجاذبية Gravity Probe B الذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا وتهتم
قياسات مسبار ب لقياس الجاذبية لقياس انحناء الزمكان بالقرب من الأرض ووصف
حركة الأجسام في الفضاء القريب من الأرض. تتضمن القياسات أختبارات على
النظرية النسبية لأينشتاين ونموذج متعلق بمغناطيسية الجاذبية
gravitomagnetism.
إنه شيء رائع.. ودمتم بألف خير.