وصول أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا
كان وزير الداخلية الألماني على رأس مستقبلي أول دفعة من اللاجئين السوريين الذين استقدمتهم ألمانيا على متن طائرة خاصة من العاصمة اللبنانية بيروت. هذه الدفعة تشكل الجزء الأول من 5000 لاجئ تنوي ألمانيا استقبالهم.
وصل 107 لاجئين سوريين اليوم الأربعاء (11 سبتمبر/ أيلول 2013) إلى مطار هانوفر، عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، وذلك على متن طائرة قادمة من العاصمة اللبنانية بيروت. ويمثل هؤلاء اللاجؤون أول دفعة من إجمالي 5000 لاجئ سوري ينتظر أن تستقبلهم ألمانيا في إطار اتفاق خاص لاستيعاب عدد من اللاجئين السوريين في لبنان جراء الحرب في سوريا. وكان في مقدمة مستقبليهم في المطار وزير الداخلية الألماني هانس ـ بيتر فريديدريش.
ورحب الوزير فريدريش بوصول هذه الدفعة من اللاجئين السوريين إلى ألمانيا وقال في تصريحات صحفية في مطار هانوفر: "إنهم في أمان الآن". كلام الوزير جاء في وقت تعرضت فيه الحكومة الألمانية لانتقادات من قادة المعارضة وبعض نشطاء المجتمع المدني. فقد طالب بعض قادة حزب الخضر المعارض إلى رفع عدد اللاجئين السوريين الذين تنوي ألمانيا استقبالهم إلى 50000 لاجئ بدلا من خمسة آلاف.
استقبال اللاجئين السوريين في ألمانيا
وتبنت السفارة الألمانية في لبنان اليوم إجلاء هؤلاء السوريين عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت من أصل 5000 مواطن، سيتم ترحيلهم إلى ألمانيا خلال الأشهر المقبلة. وقال السفير الألماني في لبنان كريستيان غلاكس، في تصريح له، إن "هذه المجموعة الأولى من أصل 5000 مواطن سوري سيتم ترحيلهم إلى ألمانيا خلال الأشهر المقبلة".
وعن المعايير التي اتبعت لاختيار المواطنين السوريين، أعلن السفير أنها "تمت بالاتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في لبنان والحكومة اللبنانية حيث أخذ في الاعتبار الحالات المرضية والصحية والأشخاص المشردين والذين فقدوا ذويهم إضافة إلى الذين لديهم أقارب في ألمانيا". واعتبر أن "الناحية الإنسانية تشكل الأساس لدى حكومته والتي دأبت على استقبال نازحي الحروب من كل جهات العالم".
ونفى أن يكون الدين هو المعيار الوحيد الذي تم الاستناد إليه في اختيار الأشخاص، معتبرا "أن الحكومة اللبنانية تعاونت مع مفوضية الأمم المتحدة في هذا الموضوع"، لافتا إلى أن "نسبة غير المسلمين الذين تم إجلاؤهم اليوم تشكل 15%". وقال إن "الحكومة الألمانية لا تخاف من تواجدهم على أراضيها".
اللاجئون السوريون وصلوا من مطار بيروت
ولفت إلى أن "هؤلاء السوريين سيخضعون لبرنامج تعليم اللغة الألمانية من أجل تسهيل اندماجهم في ألمانيا وسيقدم لهم خدمات صحية وتعليمية وحرفية من أجل الاستفادة منها مستقبلا لمساعدة بلدهم". وعن المدة الزمنية التي تنوي الحكومة الألمانية استضافتهم فيها، فقال السفير "حاليا هم سيبقون لمدة سنتين واستنادا إلى تطور الأوضاع في سورية ستناقش الحكومة هذا الأمر". وأشار إلى أن "ألمانيا لم تقرر ولم تناقش بعد موضوع إعطائهم الجنسية الألمانية".
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن برنامج المساعدة الإنسانية الألماني هو أكبر برنامج نقل حاليا يتعلق بالأزمة السورية. وقالت المفوضية إن الحرب الدائرة في سوريا أسفرت عن تشريد أكثر من ستة ملايين شخص، وهو أكبر عدد من اللاجئين في العالم. وفر نحو مليوني سوري من بلادهم، أكثر من نصفهم أطفال ، فيما نزح أربعة ملايين سوري آخرين داخل سوريا.