الأحدب وصانعة الخبز
.ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺓ كانت كل يوم ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ ، و ﺗﺼﻨﻊ ﺭﻏﻴﻒ ﺇﺿﺎﻓي ﻷﻱ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ وتضعه ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ وكان ﻳﻤﺮ رجلا ﺃﺣﺪﺏ ليأﺧﺬ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ويمضي مدمدما ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ :
” ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻚ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ”! ..
وﻛﻞ يوم يأخذ الرغيف ويدمدم بنفس العبارة
بدأت المرأة تشعر بالضيق والضجرلعدم امتنانه بالجميل
وصارت تتساءل : ياترى ماذا يقصد بالعبارة التي يرددها ؟
فأضمرت أن تدس السم في الخبز لتخلص من هذا الأحدب وتريح أعصابها وأوشكت أن تضع الرغيف المسموم على النافذة وراحت يداها ترتجفان متسائلة : ما هذا الذي أفعله ؟...! وعلى الفور ألقت الرغيف المسموم في النار واستبدلته بآخر لتضعه على حافة النافذة
وعلى عادته جاء الأحدب أخذ الرغيف وهو يدمدم بنفس العبارة
وصانعة الخبز هذه كثيرة الدعاء لعودة ابنها سالما التي طالت غيبته مغتربا من أجل تحسين معيشته
وذات يوم قرع باب الدار لتجد فور فتحه ابنها واقفا أمامها شاحب الوجه مرهقا رث الثياب جائعا
ولدى سؤاله عن حاله قال : على بضع أميال كدت أموت تعبا وعطشا وجوعا لولا لطف الله ومساعدة ذلك الأحدب الذي قدم لي الطعام والشراب
وفضلني عن نفسه
ومن فورها أجهشت الأم بالبكاء وهي تردد أدعية الحمد والشكر لله على سلامة ابنها الذي سيكون هو الضحية بايدي أمه لولا ألطاف رب العالمين فتذكرت قول الأحدب :
” ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻚ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ”!