المهبل هو قناة عضلية تصل بين الفرج و بين الرحم، و هي عضو الجماع. شرحنا تركيبه من الناحية التشريحية بالتفصيل بهذا المقال >>> المهبل و شرحنا كيف يبطن المهبل من الداخل بشرة فريدة من نوعها غنية بمادة الغليكوجين، وهي بشرة رطبة و بالتالي فأن جوف المهبل هو جوف غني بالمفرزات التي تلعب دورا أساسيا بتسهيل عملية الجماع. هذه الأخيرة لا يمكنها أن تتم عندما يكون المهبل جاف. و لا بد لها من سائل مزلق.
تتصف هذه المفرزات بلونها الأبيض و شكلها المخاطي المطاط.
المصدر الرئيسي لهذه المفرزات هو جدار المهبل الذي يرتشح هذه السوائل بشكل مشابه تماما لوظيفة التعرق.
المصدر الثاني لها هو مخاط عنق الرحم. و شرحنا بالموضوع الخاص عن >> [url=http://www.tabib-web.eu/article_details.php?thesid=2309&catid=86]الرحم كيف أن إفراز عنق الرحم يتراوح حسب أدوار الدورة الطمثية و يصبح أكثر غزارة بفترة الأباضة.
المصدر الأقل أهمية هو الغدد الملحقة مثل غدة بارتولان و غدة سكين.
ترتشح هذه المفرزات من المهبل بشكل مستمر. و تزيد بكميتها حسب ادوار الدورة الطمثية و أثناء التهيج الجنسي. و تتناقص كثيرا عندما تصل المرآة إلى سن الضهي "سن اليأس"
هذه التبدلات التي تطرأ على الأفرازات المهبلية تشير إلى اعتمادها الوثيق على الهرمونات التناسلية.
و على هذا الأساس فأن خروج المفرزات المهبلية هو أمر طبيعي عند كل امرآة أو فتاة تتمتع بنشاط هرموني طبيعي. و بغض النظر عن كونها فتاة عذراء أو أمرآة متزوجة.
و طالما أن هذه المفرزات لا تتصف برائحة كريهة و لا بلون غريب و طالما أنها لا تترافق مع أعراض طارئة مثل الحكة أو الحرقة أو الألم... طالما لم تتصف المفرزات بهذه الصفات فأنها تعتبر أمر طبيعي لا يتطلب أي علاج.متى تعبّر هذه المفرزات عن حالة مرضّية؟تعتبر هذه المفرزات مرضّية عندما يتغلب عليها عنصر جرثومي أو طفيلي و تصبح مترافقة مع أعراض مزعجة.
من المعروف أن المهبل هو جوف غير عقيم. و تتعايش به عدة أصناف من الكائنات الحية من جراثيم و فطور و طفيليات.
من أهم هذه المكونات نسمي les bacilles de Döderlein أو lactobacilles وجود عصيات دودرلن هو أمر أساسي للمحافطة على التعايش الحيوي بالمهبل، و له أيضا دور دفاعي ضد الغزو الجرثومي الغريب.
و من بين المكونات الأخرى الغير ممرضة يمكن أن نعثر عند كل سيدة على 5 إلى 10 من المكونات التالية :
Gardnerella vaginalis
Mycoplasma >> hominis, Ureaplasma urealyticum
Prevotella : spp, bivia, bisiens
Pepto Streptococcus spp
Bactiroïdes
Eubacterium
Lactobacillus
Corynebacterium
Neisseria autres que gonorrhoeae
Staphylocoques non aureus
كما نعثر على بعض الجراثيم الأخرى التي قد تصبح ممرضة و منها
Staphylococcus epidermidis
Stapylococcus aureus
Streptococcus du groupe D
Streptococcus ß-hémolytiques ou d'autres espèces de Streptocoques
Eschericia coli
Proteus
Klebsiella
المصادر :
>> موقع الدكتور علي عبارة
>> Dr Jean-Marc BOHBOT
و هي باللغة الفرنسية.
هذه المكونات تعيش بشكل متعادل و متوافق فيما بينها. و دون أن تظهر أية أعراض. و لكن الحالة المرضّية تحصل عندما يختل هذا التوازن و تتفوق إحدى المكونات فتصبح قوية على العكس من البقية التي تضعف. هذا الاختلال يسبب الألتهاب المهبلي و الفرجي و الذي يترافق مع ظهور الأعراض المزعجة عند المرآة و أحيانا عند الفتاة.
تقوم عصيات دودرلن بالحالة العادية باستهلاك مادة الغليكوجين المخزونة بخلايا بطانة المهبل. حرق الغليكوجين يولد مادة حامضة، مما يفسر أن المفرزات المهبلية هي ذات وسط حامض. تتمتع بـ PH يتراوح بين 3.8 إلى 4.5
حموضة المهبل هذه تحميه من العديد من الجراثيم. و أي أختلال بهذه الحموضة يؤهب لنمو المكونات الحية المرضيّة.
العوامل التي تسبب ارتباك التعايش الجرثومي بالمهبل و بالتالي تظاهر الالتهابات التناسلية:==>
تناول العلاج بالمضادات الحيوية "أنتي بيوتيك" لأي سبب مرضي حتى و لو كان خارج الجهاز التناسلي، يسبب قتل الجراثيم الحساسة التي تعيش بالمهبل. هذا ناتج عن مرور الدواء بواسطة الدورة الدموية ووصوله لبطانة المهبل. و لكون الفطور المهبلية و بعض المكونات الحيوية الأخرى غير حساسة لهذا الأنتي بيوتك تجد المجال أمامها مفتوحا لكي تتكاثر بحرية مما يسبب ظهور الأعراض المرضية.
==>
العلاج بالكورتزون الذي يضعف المقاومة الذاتية للمهبل. و يؤهب أيضا للالتهابات المهبل. و بنفس المبدأ، يأتي تأثير مختلف الأمراض الأخرى المضعفة للمناعة و منها مرض الأيدز.
==> يؤهب
مرض السكري أيضا لتظاهر الالتهابات المهبلية و منها بشكل خاص الفطرية. يعود السبب إلى أن تزايد كمية السكر بالدم يترافق مع ارتشاحه من بين المفرزات التناسلية، و هو يشكل غذاءً أساسيا للعديد من هذه المكونات فتنمو بشكل زائد و تصبح مرضّية.
==> التعايش الحيوي بالمهبل يعتمد أيضا على
التوازن الهرموني. لكون الهرمونات النسائية هي المسئولة عن تحريض مفرزات المهبل، هذه المفرزات هي بدورها المسئولة عن تغذية المكونات الحيوية المختلفة المتعايشة بالمهبل.
و لهذا فإن التبدلات الهرمونية قد تسبب تفوق بعض المكونات العضوية بالمهبل على غيرها و بالتالي تظاهر الالتهابات المهبلية.
و من الظروف التي تقف وراء هذه التبدلات:
= العمر: أذ تختلف هذه المفرزات حسب فترات النشاط الهرموني للفتاة ثم للمرآة ثم للمتقدمات بالعمر.
=
الحمل، حيث يلاحظ تزايد ملحوظ بالمفرزات المهبلية و أحيانا بالالتهابات الفطرية بالمهبل أثناء الحمل.
=
العلاج بالهرمون، مثلا تناول الحبوب المانعة للحمل.
= بعض الحالات المرضية : يتعتبر الأستروجين المحرك الأساسي للمفرزات المهبلية. و لهذا قد تلاحظ بعض الأناث زيادة بالمفرزات بالحالات التي يحصل بها زيادة بنشاط الأستروجين.
==>
التعرق الزائد كما يحصل ببعض الشروط الحارة و أثناء ارتداء الملابس الداخلية الضيقة.
==>
تبديل بعض العادات اليومية قد يسبب العديد من الظروف اليومية اختلال التوازن الحيوي بالمهبل و منها
= تغير الشريك الجنسي
= السباحة بوسط حاوي على الكلور
= الاغتسال المهبلي المتكرر. فبنفس مبدأ المضادات الحيوية يمكن للمعقمات التي تدخل لجوف المهبل أثناء الاغتسال أن تقضي على جزء من المكونات العضوية بالمهبل و تترك المجال مفسوحا لباقي المكونات الأخرى.
==>
حالة الشدة stress مع ما تعكسه من اضطرابات نفسية قد تجر معها اضطرابات هرمونية.
أرتباك التعايش الحيوي بالمهبل يسبب نمو العديد من المكونات الممرضة.
و نذكر منها
Candida albicans >> ; Gardnerella vaginalis ; Mobiluncus spp ; Mycoplasma >>, Ureaplasma ; Staphylococcus aureus ; Streptococcus spp ; Anaérobies strictes ; Entérobactéries ;
كما أن نقص مقاومة المهبل يسهل العدوى بالعديد من المكونات الحيوية الممرضة و التي تنتقل بشكل خاص عن طريق العلاقة الجنسية و نذكر منها
Papillomavirus. Neisseria gonorrhoeae ; Chlamydia trachomatis ; Trichomonas vaginalis ; Herpès virus.
المفرزات المهبلية بالمقارنة مع القذف عند الرجل:كما ذكرتا أعلاه، الجماع هو احتكاك متواصل بين أعضاء الرجل و المرآة، هذا الاحتكاك يتطلب سائل مزلق. يفرز الرجل قسما منه، و لكن مفرزات الرجل الأساسية هي السائل المنوي
و خروجه يعني نهاية العمل الجنسي للرجل. السوائل التي يفرزها الرجل قبل القذف هي بكمية ضيئلة. أما مفرزات المرآة فهي التي تلعب الدور الاساسي أثناء الجماع. وهي تبدأ مع بداية النهيج الجنسي و تجف عندما تتوقف متعة المرآة. أي أنها لا تخرج بشكل قذف وحيدة كما هي عند الرجل. و لا تعني وصول المرآة لقمة المتعة ـ أورغازم. كما هو الحال عند الرجل.
الخلاصة
المفرزات اليومية التي ترتشح من المهبل و تلوث الملابس الداخلية هي أمر طبيعي، بالنادر أن يحتاج إلى علاج ما عدى الحالات الخاصة التي تترافق هذه المفرزات مع اعراض مزعجة تشير إلى الألتهابات النسائية. من أكثر هذه الألتهابات شيوعا هي الألتهابات الفطرية و لهذا أفردنا لها موضوع خاص. [/url]