حينما تصبح الأنشودة ألحان بلا كلمـات
وتضئ السمـــاء الظلمـــاء بلا نجمـــات
ويـحــــقق الله آمالنـــــــا بلا صلـــــــوات
ويكون حســــاب الله نـيـران بلا جنـــات
حين يلــقى الولــيد أمــه بلا ضحكـــــات
ويدفن الرجل آخـاه مسرورا بلا دمعــات
وتـــودع الأم الثكـــلى طفلها بلا قبـــلات
وتبكى الطفلة أباها الراحل بلا صرخات
حين تمر الأيام والشهور ولا تأتى السنوات
ويظــــــــل الأحيــــــاء أحيـــاء بلا أمـــوات
ويصبح التــــاريخ كتابا فارغا بلا صفحات
حينــــــها
سيـــعود إلينا الأقصــــــى بلا تضحــــيــات
أحترم الأحزان ..
لأنها توقظ في الإنسان
أحب الوحدة ..
فهى صفاء للأذهان
أقدر الخوف ..
فلولاه ما عرفت طعم الأمان
لا أخجل من الضعف ..
فضعف المرأة هو القوة والحنان
لا أخشى تقلب الأحوال ..
فهى تضفى على الحياة الألوان
لا أكره الحرمان ..
فهو من أبواب الغفران
أعشق النسيان
فهو دواء الوحدة والأحزان
والضعف والخوف
وتقلب الأحوال والحرمان
فالنسيان .. هدية الرحمن لبنى الإنسان
حنين يجتاحنى .. يقتحم نفسى
يحتل أرضى وسمائى
يحتكم أمرى
يعطر هوائى برحيق الماضى
ويذوب بفكرى
حنينى .. لأجمل أيام عمرى
أيام أخذت منى وأعطتنى
أخذت منى وحدتى وخوفى
هجرت فيها أحزانى وضعفى
وأعطتنى كل آمالى وأحلامى ونفسى
فى أجمل أيام عمرى ..
كنت أرى الأمل فى كل ما حولى
أرى أمطار الشتاء .. نسيم وأنهار تجرى
ورياح الربيع .. تدفعنى لأقصى أملى
وشمس الصيف .. تضئ روحى ولا تحرقنى
وأوراق الخريف .. تتساقط لتلاعبنى
فى أجمل أيام عمرى ..
كان الحب يسرى بقلبى وعقلى ودمى
كان الضحك يخرج من روحى لفمى
كنت أحلم فى صحوى ونومى
كانت الدموع لا تقرب عينى
كنت وصفا للهناء وكان الهناء اسمى
حقا .. أجمل أيام عمرى
إنها .. أيام شباب قلبى
عذرا .. أيها الحلم المسكين
لقد اتعبنى منك هذا الأنين
ما عدت أطيق نحيبك اللعين
نعم .. يأست منك
ولكنى حاولت فيك سنين وسنين
ولم يتبق لى
إلا انينك وصوتك الحزين
فأصمت .. أيها الحلم الجنين
فلن تكبر يوما .. ولن يراك الآخرين
وحتى لا يعود إللى الحنين
فبيدى .. سألقى عليك ثرى الأيام والسنين
فلا تصرخ وتنادى .. لا ترحلين ..
و أرقد بسلام .. ودعنى أرحل ..
أيها الحلم الدفين
ليس كل الصمت ذهبا
فصمتك أحيانا يقتلنى قتلا
فإن لم أعد أسمع كلماتك
سيموت قلبى حتما
فما عندى لصمتك عذرا
أنت أهلى .. وصدرك بيتى
وأنفاسك عطرى .. وكلماتك لى سكنا
فكيف أعيش بدون وطنا
سئمت انتظارا وهجرا
سمعت عمن يهجرون الأوطان
ولكنى لم أسمع يوما .....
عن وطنا يهجر فردا
أو غريبا جالسا ... ينتظر وطنا
أعلم أنى حبك الأغلى
ولكنى لا أراه عدلا
أن يكون حب المرأة لها كل الحياة
وحب الرجل فى حياته مجرد جزءا
لست أدرى ..... كيف صار العمر يجرى
وانا وحدى ..... مازلت وحدى
أشكو خوفى .. وحزن قلبى
أشكو ظلاما حولى يحتضنى
أنتظر حبيبا لا أعرفه غاب عنى
تركنى أو ضاع منى .... أو مازال ينتظرنى
لست أدرى ......
لست أدرى إلا انه قد ذهب صبرى
أمسيت كثيرا أنتظر .. قد نفذ وقتى
أين أنت ؟!
يا حبيبا بطئ الخطى .. قد ضاع عمرى
هل تبحث عنى أو لا ترانى
إذن فانصت ... تسمعنى
ها انا أعليت صوتى
انا هنا فتعالى عندى
ياترى هل يسمعنى
أم أنه غير موجودا إلا فى خيالى وحدى
لست أدرى ....
لست أدرى إلا أنى أنتظر والعمر يجرى
لست أدرى إن كان حيا .. أو مات يوما
أو نسى او نقض عهدى
كلما مللت .. أجده يقترب منى
فتعود الأحلام تراودنى
وأقول انتظر يا قلبى سيأتى
وأعيش معه كل حلمى
وظلام الليل يغادرنى
وتضئ النجمات تؤانسنى
نعم سيأتى .. ولن اعود يا قلبى وحدى
ولكن هل يا ترى حقا سيأتى ؟!
وإن رآنى أنتظر هل سيعرفنى ؟!
لست ادرى .. إلا أنى أنتظر
ولا أدرى حقا إلا انى ... لست أدرى