التوحيد الذي جاءت به الرسل جميعاً ، وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم يتمثل في شهادة : (لا إله إلا الله) التي تكررت في القرآن والسنة ، حيث اعتبرها الرسول صلى الله عليه وسلم الركن الأول للإسلام ، ومن أجل هذه الشهادة قامت المعارك ، حتى دخل الكفار الإسلام .
وقد تكلمتُ عنها اجمالاً في بعض كتبي ، وأحببت أن أفردها في رسالة خاصة ، بعد أن توسعت في شرحها ، ولا سيما وقد قال البخاري في صحيحه : (باب العلم قبل القول والعمل). لقول الله تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} . فبدأ بالعلم ، وأن العلماء هم ورثة الأنبياء .
وسأشرح لكم : مكانتها ، وفضلها ، وحقيقتها ، ونفعها ، ومعناها ، وشروطها ، ونواقضها ، وغيرها من الأمور المهمة .
والله أسأل أن ينفع بها المسلمين ويجعلها خالصة لله تعالى."
وقال -تعالى-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (45-46) سورة الأحزاب،
فهو رسول الله حقاً عليه الصلاة والسلام بعثه الله للناس كافة جنهم وإنسهم يدعوهم لتوحيد الله، وينذرهم من الشرك بالله كما قال الله عز وجل: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا.. (158) سورة الأعراف، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا.. (28) سورة سبأ، فيجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة بل على كل أحد أن يؤمن بأن محمدا رسول الله، يجب على كل المكلفين من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم، جميع المكلفين يجب عليهم أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن يوحدوا الله،