الغيـرة وجـه من وجـوه الحب وعلامـة من علاماتـه .. لأنها تضفى على الحيـاة طابعـاً مُحببـاً
سواء بيـن زوجيـن أو خطيبيـن أو حتى حبيبـن .. وتشعر المرأة بـأن رجلهـا يحرُص عليهـا
ولايحتمـل أن يقاسمه أحد فيهـا .. حتى إن كان ذلك بمجـرد النظـر إليهـا أو التكلم والتعامـل معهـا
وتختلف درجـة الغيـرة من شخص لآخـر .. حسب تربيـة وتركيبـة الشخص النفسيـة والأجتماعيـة
ولكن عنـدما تتجاوز الغيـرة حدودهـا الطبيعيـة وتتحول إلى شك !! وهو مايولد التنافـر والتباعـد
بيـن الطرفيـن .. وتعصف بحياتهما إلى الأبـد
فالشك من أخطر الأسباب التى تعجل بأنهيار وأستحالـة التـواصـل بيـن الطرفيـن
ومن ثم .. يلجأ الإنسان إلى الظن في حكمـه على الأشياء دون أن يكون على بينـة صحيحـة
فالظن ليس طريقاً سليماً للوصول إلى الحقيقـة .. ويختلف الشك بأختلاف مزاج الفرد وذكائـه
ومعارفـه وظروفـه الخاصـة .. وعلى الجملـة .. بأختلاف شخصيتـه .. فيتراوح بيـن الأهتمام النقدي العابـر
وبيـن الإرتياب الحاد .. ويبدأ يظهر الشك في حياة الإنسان في الشطر الثاني من مرحلـة المراهقـة
ويكون أكثـر قابليـة للشك .. خصوصاً إذا كانت البيئـة التي يعيش فيها تستخدم في تشكيلـهُ أجتماعيـاً
أسلوباً تعسفيـاً .. وكذلك يرتبط الشك بالتربيـة والتنشئـة الأجتماعيـة وسيـرة الشخص الذاتيـة
وكثيراً ما يسقط بعضاً من سلوكياتـه وأفعالـه على الآخريـن .. ولا يقتصر الشك على أفراد معينيـن
بل نجد بعضهم شكاكاً وهو من المتعلميـن .. أوالحاصليـن على درجات علميـة عاليـة
وفي مراكز مرموقـة .. وقد يحتاج الشكاك إلى علاج نفسي وأرشاد سلوكي ومعرفي
وقد يحتاج إلى علاج دوائي وقد يتطرق الأمر إلى علاج جراحي .. وقانـا الله وإيـاكم الشك والريبـة
وأختم هذا الكلام بقول الأميـر الشاعر عبد الله الفيصـل :
أكاد أشـُك في نفسي لأني .... أكاد أشـُك فيك وأنت منـي
يقول الناس أنك خـُنت عهدي .... ولم تحفظ هواي ولم تصـُنى
وما أنا بالمُصدق فيـك قولاً .... ولكني شقيت بحُسن ظنـي