أشتكي من دنيا ..
توالت فيها الهموم ..
وحكم علينا فيها بالعذاب ..
فقدنا أغلى الأحبة .. !!
وقذفتنا الأحزان إلى قاع الألم ..
ونمضي في طريق تجرحنا أشواكه ..
فتهجرنا المشاعر ..
ويعاتبنا الصبر ..
لماذا لا تدعني رفيق حياتك..؟!
عجبت من دنيا ..
تشير إلى قلبي ..
فتختاره من بين تلك القلوب المعلقة ..
فتقيده ..
وتجعله أسيرا لحزنه...!
أحزنتني يا دنيا من قلب أبكاني ..
أفقدته أمه ..
أفقدته أبيه ..
فحكمت عليه أن يكون يتيما ..
يتركه أخوته وحيدا ..
لتنهشه أعين القلوب القاسية ..
ليصبح عاصياً لربه ..
فتسقطينه في وحل الألم ..
ليقسو على نفسه ..
فيصرخ .. ويصرخ ..
ولكن لا أحد منهم يسمعه ..
كـُـلا ً أشغلته دنياه ..
فما أقساك يا دنيا ..
آه .. جرحتني يا دنيا ..
عندما هجرني ذاك الصديق ..
فأصبحت فيكِ أمضي بدونه ..
بعد ما نقض كل العهود ..
آاااااهٍ منك يا دنيا..؟!
أتعجب منكِ يا دنيا ..
ترحبين بالجميلة ..
وتنبذين من لا جمال فيها ..
تفتحي أبوابك للغني ..
وتغلقينها من لا مال لديه ..
تضحكين مع القاسي ..
وتقسين على الطيب ..
تجعليني أحزن عندما أراها ..
ملامح طبيعتها أجمل بخلقتها وأخلاقها ..
واليوم جعلتيها مهزلة الأعين ..
حيث منحتها تطور العالم ..
لتلطخين على ملامحها ..
بمساحيق الغرب ..
ما أجملك يا فتاتي ..
بوجهكِ الذي تشرق عليه شمس خلقك ..
لا تحجبه الألوان ..
ولا تمحيه مناديل الخديعة ..
عودي كما كنتِ ..
عفيفة لنفسكِ ..
صدوقةُ في طبعكِ ..
فكفاكِ ظلماً ..
وتعذيباً لمبادئكِ ..
رميتي حياؤكِ ..
وتحسبينها جرأة ..
والعالم حولكِ ..
يضحك ..
و .. يضحك ..
لأنكِ كــــ حجر النرد ..
تحركها الأصابع ..
أبكيتني يا دنيا من عالمٍ ..
فقد الحب وضاع وفاؤه .. !
كنتِ كالوسواس في أذنه ..
فأحزنتي قلبي ..
وتآلفت الأرواح ..
بسؤ الظن ..
فأنتشر وباؤه .. !
حتى إنعدم الحب ..
وهجرنا الصدق ..
وصار الخوف يطاردنا ..
فكفاكِ ..
وإلا محوت ذاك الوفاء .. !
آلمني صمته ..
أدهشني غموضه ..
يمشي هارباً ..
خائفاً ..
منكِ يــــــا دنيا ..
فيحطم باب صمته ..
فتصيبه لعنتكِ ..
حتى يلملم ..
بقايا قلبه المكسور ..
فيطعنه البشر ..
بسهام الكره ..
كفاكِ يـــــا دنيا ..
فكِ قيوده .. فمازال ..
سجيناً في صمته ..