فارس العرب
عدد المساهمات : 51 العمر : 54
| موضوع: نقطة ضعف المدمرة الأحد يوليو 04 2010, 14:08 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حال الجميع ؟ وكيف حال قلوبنا مع الله عزوجل ؟ إن شاء الله في ثبات وقربة !
لنتخيل معاً أننا واقفون أمام مدينة من المدن الكبيرة , تلكم المدينة أجادت في بناء حصن منيع يحميها من هجمات الأعداء الشرسة التي لا رحمة تذكر في قلوبهم فهم إن دخلوا بُدلت حال المدينة من الإحياء إلى الإماتة ! ذلك الحصن تم بنائه بشكل متقن لكن غفل أهل المدينة عن ثغرة على قدر حبة "الفول" في أسفل الحائط المنيع ولسان حالهم يقول "مجرد فتحة صغيرة لا تُسمن ولا تغني من جوع " بينما كانت تلك الفتحة هي " نقطة الضعف المدمِّرة "
سقطت على أثرها المدينة بأكملها!
أيها الكِرام .. لكل منا " نقطة ضعف مدمِّرة " تلك النقطة يتسلل منها الشيطان إلى قلبك الطيب الذي طالما كان حصناً منيعاً ضد الشيطان وأعوانه لكنه غفل عن هذه "الثغرة" التي من خلالها تمكن الشيطان من الوصول إلى قلبك والعبث فيه وزرع الضعف والهوان والسقوط في ما يغضب الله عزوجل وما كان للشيطان قدرة على ذلك إلا بعد أن أهمل صاحبنا تقوية تلك "النقطة" والعمل على إزالتها حتى لا يكون للشيطان نصيب ولا حظ من نفس صاحبنا وابتعد عن كل ما يوصل إليها ويحركها ويستثيرها !
فمثلاً :
إن كانت نقطة ضعفه "حب المال " زار من هو أفقر منه وعاد أصحاب الأمراض المستديمة حتى يعتبر ! وان كان نقطة ضعفه السقوط في وحل الذنوب لحظة الخلوة, حرص على الذوبان في مجتمع الصالحين وعدم التفرد ما استطاع إلى أن تقوى مناعته ! وان كانت نقطة ضعفه التكبر والعلو زار المقابر ليعتبر بنهاية جسده !
وهكذا ...
وقد يقوى المرء في جانب ويضعف في جانب آخر وقد يعرف نقطة ضعفه وقد لا يعرفها وليس غير التجربة لخروجها للعيان ولذلك لما اختلف الناس في أيهما ازهد عمر أم أويس القرني ؟ قال أبو سليمان الداراني " كان عمر بن عبد العزيز أزهد من أويس القرني لان عمر ملك الدنيا بحذافيرها وزهد فيها , ولا ندري حال أويس لو ملك ما ملكه عمر كيف يكون ؟ ليس من جرَّب كمن لم يُجرِّب))
إن بعض الناس أقوياء في جوانب لا يمكن أبداً للشيطان أن يغيرهم من خلالها لكنهم ضعفاء في جوانب أخرى فيتسلل عبرها الشيطان ليحوِّل القلب الحي في النهاية إلى قلب منكوس وراس ذلك تهاون الشخص في معرفة عيب نفسه و علاجها التي أدت به إلى المهالك , وكلنا نعرف قصة ذلك الرجل المؤمن الذي مات كافراً والسبب انه اُهلك من قبيل نقطة ضعفه "النساء"
قال عليه الصلاة والسلام (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه. "
( "تُعرض " الفعل هنا بصيغة المضارع دلالة على أن عرض الفتن مستمر على القلوب طيلة الحياة تنتهي عند الممات
"عودا عودا " أي تُعاد وتكرَّر مرة بعد مرة ومرات عدة دون توقف
"فأي قلب اشربها " أي من القلوب من يشرب هذه الفتنة , ومعنى اشربها أي استسلم لها حتى دخلت فيه دخولاً تاماً وحلت منه محل الشراب , ومنه قوله تعالى ( واشربوا في قلوبهم العجل )
ومن معاني قوله "منكوساً " أن القلب أمام هذا السيل المنهمر من الذنوب والمعاصي تتابع عليه يسود القلب ويظل يهوي ويهوي وينتكس ويذوب في نار الشهوات حتى يصبح "كالكوز مٌجخيا" أي مقلوباً
وهل يبقى في الكوب شئ بعد قلبه ؟
وكذلك القلب المنكوس لا يبقى ولا يثبت فيه أي خير , ومعنى آخر لقوله "منكوسا" أي تنقلب عنده حقائق الأمور , فيرى الباطل حقا والحق باطلا!
"مربادا" أي يحمل بقايا بياض في عموم سواد وهذا دلالة على انه ما كان اسود يوم خلقه الله جل في علاه , بل كان ابيض ناصح بياض الفطرة ليحمل الخير ويدوم عليه , لكنه اختار بإرادته الخبيث على الطيب , فلم يبقى من البياض والفطرة والإيمان إلا بقع من البياض الغارقة في لجة الخطيئة وطوفان السواد )
وكما قيل \ ما مثلك بنقطة ضعفك مع شيطانك إلا كحامل قطعة لحم وحوله كلب جائع , فلا يزال الكلب ملازماً لك حتى ترمي عنك قطعة اللحم , فان رميتها ثم زجرته انصرف عنك, وإلا ظل يحوم حولك يطمع في لحظة غلفة أو سِنة نوم ليهجم! وفي المقابل ينتصب القلب الحي صخرة شامخة تتكسر عليها أمواج الفتن وهذا سر تشبيهه بالصفا, قال القاضي عياض ( ليس تشبيهه بالصفا بيانا لبياضه , لكن صفة أخرى لشدته على عقد الإيمان وسلامته من الخلل , وأن الفتن لم تلصق به ولم تؤثر فيه كالصفا وهو الحجر الأملس الذي لا يعلق به شئ) \
وما الحل ؟
قال ابن قدامة وهو يرشدنا إلى كيفية التعرف على نقطة الضعف : أولاً: ان يجلس بين يدي شخص بصير بعيوب النفس , يعرف عيوب نفسه وطرق علاجها ثانياً : أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً وينصبه رقيباً على نفسه لينبهه على المكروه من أخلاقه وأفعاله ثالثاً :أن يستفيد معرفة نفسه من ألسنة أعدائه فان عين السخط تبدي المساوئ , وانتفاع الإنسان بعدو مشاجر يذكر عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفي عنه عيوبه رابعاً: أن يخالط الناس فكل ما يراه مذموما فيما بينهم يجتنبه
ختاما نطلب منكم تفسير كلام ابن القيم ( قال ابن القيم ليس العجيب من صحيح فارغ واقف مع الخدمة , إنما العجب من ضعيف سقيم تعتروه الأشغال وتختلف عليه الأحوال وقلبه واقف في الخدمة غير متخلِّف بما يقدر عليه )
ودمتم بخير^_^ للمزيد من مواضيعي | |
|
زهرة الياسمين عضوة جديدة
عدد المساهمات : 53 العمر : 29
| موضوع: رد: نقطة ضعف المدمرة الأربعاء نوفمبر 24 2010, 18:17 | |
| | |
|